ماذا يمكن أن نصطلح به لبلدة تامسلمت؟ قصر،أم قبيلة، أم دوار؟ أم ماذا ؟ سؤال قل ما يفارق ذاكرتي ـ المشاكسة في بعض الأحيان ـ و ملكة فهمي.
حينما أعود الى تاريخ البلدة العريق، الذي لا أرغب في ان ادوس عليه لا بقدري و لا بقدري، اجد في مقدماته الثقافة الشفاهية التي تلخصها اللغة و تحاكيها في كل حيثياتها الى جانبها نجد فن المعمار الذي كان ولم يزل على ماهو عليه، إذ اصبح اليوم شبه متطور أو مشروع تطور لم يكتمل بعد، على عكس ما كان عليه من قبل حيث البناء كان في جوهره قصر إذ يتوفر على معالم القصور: أبواب كبيرة تعتبر مدخلا رئيسيا، زد على ذلك أسواره الشامخة و المنتصبة فوق تلة ليشكل بذلك قلعة تعجز فؤوس وعصي الإنسان البسيط اقتحامها.
أما حينما أعود إلى تعريف ابن خلدون لتعريف القبيلة الذي حدده أنه أعم و أشمل من أن تقتصر على جماعات تجمعها وحدة النسب و القرابة فهي قد تحتوي على انتمائات متعددة، وأن النسب لا يعدو أن يكون مقياسا وهميا لا يصمد امام وقائع الإختلاط و الجوار وعلاقات التعايش المكاني، فالولاء و الإنتماء و التحالف هي التي تشكل الإطار الحقيقي للقبيلة، إلى جانب اكتساب الفرد عادات و أعراف القبيلة، ويتبلور لديه الوعي بوجود مصلحة عامة مشتركة تشده إلى بقية أعضاء القبيلة. أجد لنفسي موقعا في هذا التعريف فأقول عنه "أنا ابن القبيلة"، حيث اختلط النسب ببلادي و أصبحنا نشد بالاصل إلى العرف.
من هذا و ذاك أجد نفسي متأرجح بين أن أقول عن نفسي إبن القبيلة و بين إبن إحتمى بأصوار القصر و غلقت عليه ابوابه ليلا.
* ملحوظة: اقبل الرأي الأخر.